روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | في سنِّ الصبا الجميل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > في سنِّ الصبا الجميل


  في سنِّ الصبا الجميل
     عدد مرات المشاهدة: 2381        عدد مرات الإرسال: 0

في سنِّ الصبا الجميل تواجهنا الكثير من التحديات الكبيرة، وقد يغيب عن بالنا في هذا الوقت أننا نرسم خطوط العمر كله، فتجد من ضيّع دينه وضاع، ومن بادر بالإلتزام الجميل وتجد من ضيع وقته، ومن حفظه وإنتفع به، ومن نهل من العلوم، ومن زهد بها، ومن شق له طريقا مشرقا بدأ بخطواته المباركة بجد واجتهاد، ومن نام ولها وغفل وخسر.

في سن الصبا الجميل قُدّمَت لي عروضُ الهوى، وكانت المغريات كثيرة، وكان الزمان يسمح بها، فمن منا لم تحرضه الأغنيات على البحث عن الحبيب، ومن منا -وأعني من لم يكن ملتزما في هذه السن- لم تأسره قصص الهوى والحب والغرام، ولم تلوّع قلبه أنات المحبين على الشاشات ويشتهي مثلها لقلبه هو، ولكنّ أمرا واحدا جعلني أدير لها ظهري يومها، لقد كان والدي الحبيب القريب، فكنت لا أطيق أن يساء له بكلمة عن إبنته، وكنت وما زلت أبتغي له الكرامة والعزة رحمةً وبراً ورغبةً في إرضائه وعرفاناً بالجميل.

ورفضت العروض الوردية آنذاك وغادرت طريقها إلى طريق الإلتزام، ورضيت بما رضيه الله تعالى لي، فرزقت بعدها الزوج والحبيب، وسعدت به وهنأت بالعيش معه، وما زلت أقول لطفلتي وقد قاربت سن الصبا:

أن إصبري يا بنيتي فسيأتيك رزقك رغدا بإذن الله، ولا تتعجلي مشاعر الحب والإعجاب، فرزقك منها سيساق إليك لا محالة، وسيأتيك من يبادلك المشاعر الجميلة بالحلال، وسيدوم سعدك أبديا سرمديا.

وما زلت أقول لصبايا الأمة أن إصبروا، وسيأتي الحب الحلال هنيئا رقراقا بارع الجمال، وسيكون في الله ولله ومما يرضى به الله، بل وستدخلن به دار السرور في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

وعليكن بما أمر الله به من غض للبصر، والتزام بما أمر به من وقار، وابتعاد عن ما نهى عنه من المثير للشهوات، ولتكن لك قناعة بأن ما كتب لك من رزق لن يغيب عنك أبدا، ولكن لكل أمر وقته وزمانه وأن الصبر مفتاح الفرج.

الكاتب: عبير النحاس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.